تعلمت من الحياة

تعلمت من الحياة:
لن ينكسر قارب الحياة على صخرة اليأس مادام هناك مجداف اسمه الأمل.

Thursday 27 May 2010

هل المرأة إنسان؟

بقلم: أحمد الشقيري

سؤال حير الأوربيون طويلا... فقد اجتمعوا في عام 586م لبحث هذا الأمر: "هل المرأة إنسان؟" و انتهوا بعد المناقشات إلى أن المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل!! و لم يمض سوى 30 سنة على ذلك الاجتماع حتى أتى الرسول صلى الله عليه و سلم ليعلن للعالم أجمع أن: "النساء شقائق الرجال"، و ليعلن أن: "من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة"، و ليعلن: "رفقا بالقوارير"... محمد بن عبدالله... محرر المرأة الحقيقي.

من قراءاتي البسيطة اكتشفت أن مكانة المرأة و دور المرأة في المجتمع كان أكبر بكثير أيام الرسول صلى الله عليه وسلم و أيام الصحابة عما هو عليه اليوم، فقد كانت المرأة أما و زوجة و عاملة و مجاهدة و تروي الأحاديث و تفتي في الدين بل و تدخل في السياسة و تساعد الحاكم و تشير عليه، كما أشارت أم سلمة على الرسول بحلق رأسه يوم الحديبية، و غيرها من الأمثلة كثير، فلماذا هذه الانتكاسة في هذا العصر؟! لقد همش دور المرأة اليوم لدرجة أن بعض الناس أصبح يتعامل مع اسم المرأة و كأنه عورة! وقد قرأت مقال الأخ حسين شبكشي و لفت انتباهي لهذا الأمر، فبعض الناس يطلقون على زوجاتهم "الأهل الله يكرمك" و الآخرون "الحرمة الله يعزك" و آخرون "المرة" و آخرون "أم العيال" وقيل لي إن البعض في المغرب يقول "زوجتي حاشاك!".... فلماذا؟ لماذا لا ينادي الرجل المرأة باسمها بين أصحابه؟!... هل أصبح اسم المرأة عورة؟!....آآآه يا رسول الله، عندما سألك أحد الصحابة: "من أحب الناس إليك يا رسول الله؟" فقلت بملء فمك أمام الناس أجمع: "عائشة."... لا أدري ما أصل الحرج من ذكر اسم الزوجة أو الأخت عند البعض و لا أدري ما الحكمة منه؟

يكفي النساء فخرا أن أول من اعتنق الدين الإسلامي على وجه الأرض امرأة (خديجة رضي الله عنها)... و إني لأتعجب و أنبهر كلما تفكرت في تصرف الرسول صلى الله عليه و سلم عندما نزل فزعا خائفا من غار حراء بعد نزول الوحي لأول مرة، فأين ذهب؟ لم يذهب إلى أعز أصدقائه أبي بكر، و لم يذهب إلى عمه الذي رباه أبي طالب، و لكنه ذهب و ارتمى في أحضان زوجته خديجة! أي زوج هذا؟! أي علاقة زوجية هذه؟! أي مكانة وثقة في المرأة أحسها و طبقها الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته خديجة؟! نحن أمة نفتخر بأن الذي ثبت رسولنا محمد و أعانه في شدته الأولى كانت امرأة ، نعم و نقولها بأعلى صوت.

يقال إن المرأة نصف المجتمع، و لكن حيث إن المرأة هي التي تربي النصف الآخر فأنا أقول أن المرأة هي كل المجتمع، و أنا على إيمان و يقين بأن عزة الأمة الإسلامية لن تأتي إلا على يد أمهات أخلصن في أمومتهن فأنجبن لنا أمثال عمر بن عبد العزيز و صلاح الدين و غيرهما من الرجال....

اللهم أصلح نساء المسلمين و اجعلهن خير أمهات لجيل النصر القادم بإذن الله...
ــــــــــ


1 comment:

ΣcoŞan said...

:)

العاقل لا يحتاج لمقال كهذا ليعرف أن أمه واخته وجدته ..
هم من صنعه بهذه الصورة

الله رب العالمين عز وجل خلق ..
ومنحهم القوة والقدرة ليتموا الخلق ويشكلوا ما تبقى


لكن وللأسف .. لم يبقى الكثير من العاقلين ليدركوا هذا الواقع

شكرا على المشاركه عمو صالح
:give: