تعلمت من الحياة

تعلمت من الحياة:
لن ينكسر قارب الحياة على صخرة اليأس مادام هناك مجداف اسمه الأمل.

Sunday 3 July 2011

المدير و شروط الإدارة

أحيل مديرنا العام السابق إلى التقاعد، و على الرغم من علاقتي العادية به إلا أنني لم أشعر أبداً أنه كان مديراً ناجحاً، فالإدارة الناجحة لها شروط لم أشعر أبداً أنها كانت موعودة عنده، و كانت النتيجة هي الإستياء العام، و زاد الطين بلة المديرة الإدارية الحالية و التي بدأت العمل قبل حوالى أربع سنوات، في البداية حاولت فرض رؤيتها "العقيمة" علينا، بالتركيز على شكليات تقيد و لا تفيد العمل في شيء، فتكون ما يشبه العصيان لكل ما تحاول فرضه بالعمل ضده، و في النهاية رضخت، و سحبت كل ما جاءت به من قرارات و نجحت فقط في بناء جدار عالٍ بينها و بين الموظفين.

المدير الجديد كان قد حضر قبل فترة و قدم لنا نفسه و نظرته المستقبلية، و ما يهمني هو قوله: "في مؤسسة ناجحة كهذه، لن أكون انقلابياً و لكن سأكون تطورياً"، و هذه الجملة أستطيع ترجمتها بالشكل التالي: "ليس عندي أية رؤية مستقبلية، و لكنني سأقوم بالتغييرات إرتجالياً كردة فعل على تطورات الأمور في المستقبل"، هذا ليس انتقاصاً من قدرته الإدارية في تسليك الأمور، و لكني أشعر بوجود ضعف ما، فأنا كنت أتوقع "رؤية مستقبلية" واضحة، و لكني لم أجدها في كلامه، ربما يكون هذا تكتيكاً سيتبعه في البداية لجهله بإمكانيات المؤسسة و قدرات العاملين فيها، و ربما لا، لست أدري.

و الآن وبعد  أن استلم الإدارة كنت أتوقع (و ما زلت) إعلان رغبته عن التعارف الشخصي مع كل شخص فينا و الاستماع لآرائنا في طريقة تسيير الأمور، للآن لم يقم بتلك الخطوة، و لكن في حال حصول ذلك كنت سأنصحه بمحاولة التخلص من المديرة الإدارية ليس من باب قطع الأرزاق (و العياذ بالله) و ليس من باب أنني أكرهها، ولكن من باب عدم ملائمتها لبيئة العمل عندنا مما يخلق تشنجات دائمة بينها شخصياً (وأحياناً بالنيابة عن كل الإدارة) و بين الموظفين، و الأفضل للجميع هو تركها للعمل، و كنت أصرح بذلك لزميل لي في العمل يوم أمس بينما كنا ذاهبين لأداء صلاة الجمعة، و كان هو مع الرأي أن ذلك سيكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً.

بعد العودة من الصلاة بحوالي الساعتين كنت أقرأ الرسائل في بريدي الإلكتروني لأكتشف أن هناك رسالة تُعلن أن المديرة الإدارية قد حصلت على عمل في بلد آخر و أنها ستترك العمل عندنا بعد شهرين، لعلها بداية جيدة لمديرنا العام الجديد و إن لم يكن مخططاً لها.

4 comments:

Anonymous said...

بشكل عام اللي بشتغلوا في شؤون الموظفين دايما مكروهين، لانهم ببساطة بشتغلوا في الموظفين :)

هاي القصة بتزكرني بالعبارة "انت تشاء وهو يشاء والله يفعل ما يشاء"

ما بين غمضة عين وانتباهتها.... يغير الله من حال الى حال

حنين

sheeshany said...

هكذا الإدارة!
لا شيء ثابت

التخطيط شيء جيد و لكن تدخل العامل الإنساني يقلب الأمور! و غالبا ً للأسوأ

أم said...

استمتعت بقرائتها .. تحاياي

لبنــــــــــى said...

مش عارفة كل الاداريين هيك او نحنا حظنا
او دايما الموظفين ما بيعجبهم الادارة ؟؟؟
بس حلوة انها راحت هلا شكلها دعوتك صالح ( بالخير )