تعلمت من الحياة

تعلمت من الحياة:
لن ينكسر قارب الحياة على صخرة اليأس مادام هناك مجداف اسمه الأمل.

Friday 9 January 2009

بدون تعليق


كان رجل غني يمر في أحد الأزقة وهو يحمل صينية مليئة بانواع اللحم المشوي الذي اشتراه وشواه عند اللحام كي يطعمه لاصدقاءه في وليمته الفاخرة بمناسبة صفقته الرابحة في التجارة وكانت رائحة اللحم المشوي تسبقه في الطريق و اذا به يرى رجلا ملقى على جانب الطريق وقد بدت عليه اثار الضرب و المرض اقترب التاجرمنه ووضع صينية الطعام على الارض، وقال للرجل :
- مالك يا أخي وقد بدا الوهن على وجهك، ضعيف الحول وكأن روحك فارقت بدنك؟

أجابه الرجل الملقى على الارض بصوت ضعيف و قال: يا أخا العرب شكرا لك على السؤال، فقدت كل مالي و ساءت بي الحال، و أنا غريب هنا بلا أهل و لا عيال

قال له التاجر: استغفر الله ربي العظيم، هو الرحمن و هو الرحيم، ما حل بك و ضربك في الصميم؟

أجاب الرجل: و أنا في طريقي الى بلدي، كي أرجع الى زوجتي و ولدي، و أفرحهم بما كسبته من كدي، لحقني اللصوص، و هاجموني و أخذو كل ما عندي

رد التاجر: لا بارك الله لهم في قوة و لا ذراع، و لا نصرهم في صراع و لا نزاع، لا يعرفون الا السرقة و الخداع، و جعل بين روحهم و بدنهم الوداع

أكمل الرجل: و من يومها وأنا أعاني من الجوع، لا أحد يلتفت لحالي، و تمر الجموع، و لم آكل شيئا منذ قرابة أسبوع، أطلب العون و صوتي غير مسموع، أنادي و أسمع نفسي كالصدى مرجوع

أخذ التاجر يبكي بصوت عال ويذرف الدموع، ويضرب على ركبته مما سمع من حال الرجل المسكين
من فقر وجوع وغربة و انقطاع عن الاهل و الاحباب، و سرقة ماله و كده و تعبه

قال له الرجل
المسكين: بارك الله بك و بهذه الدموع، و جعل دعائك عند الله مسموع، و كان المرض عن جسمك ممنوع، و كل بلاء عن أهلك و بيتك مدفوع، أعطني شيئا من اللحم أسد به الجوع، و لاحاجة لجليل مثلك بذرف الدموع

أجابه التاجر: لا تزعل مني أيها الاخ المسكين، ففي بيتي من كبار التجار ستين، في وليمة دعوت لها منذ يومين، ساذرف عليك من الدموع نهرين، و لكن لن تنال من اللحم و لا عضتين

و أردف قائلا: نحن قوم كل ما ننصر به اخوتنا الكلام، ثم بعد ذلك نمر من جنبه مرور الكرام، و نذهب الى بيوتنا و ناكل و نفرح و ننام

رد الرجل الفقير: لا و الله بل أنتم قوم لئام، فالمسلم لا يهنأ بعيش و لا منام، و أخيه يهان و يضرب ويضام، لماذا فرض الله عليكم الصيام، و نصرة الاخ هي دعوة رب الانام، لا بارك الله لكم بقعود و لا مقام، حرام هذا الذي يحدث حرام

و مضى الرجل الغني بصينية لحمه، تاركا الرجل المحتاج بجوعه ومرضه، و لم يسال عنه و لم يلتفت
لانينه ووجعه.

ـــ

لا تعليق


No comments: