تعلمت من الحياة

تعلمت من الحياة:
لن ينكسر قارب الحياة على صخرة اليأس مادام هناك مجداف اسمه الأمل.

Friday 8 May 2009

قصة طريفة من الصين

حدث في الصين منذ وقت طويل أن فتاة اسمها هالة تزوجت و ذهبت لتعيش مع زوجها و والدته (حماتها)، و بعد وقت قصير اكتشفت هالة أنها لا تستطيع أن تتعامل مع حماتها، فقد كانت شخصياتهما متباينة تماما، و كانت عادات كثيرة من عادات حماتها تثير غضبها، علاوة على أن حماتها كانت دائمة الانتقاد لها.

أيام تلت أيام، و أسابيع تبعت أسابيع، و لم تتوقف هالة و حماتها عن المجادلات والخناقات، ولكن ما جعل الأمور أسوأ أنه طبقا للتقاليد الصينية القديمة، كان على هالة أن تركع و تنحني أمام حماتها و أن تلبى لها كل رغباتها، و كان الغضب و عدم السعادة اللذان يملآن المنزل يسببان إجهادا شديدا و تعاسة للزوج المسكين.

أخيرا لم يعد في استطاعة هالة أن تتحمل أكثر من طباع حماتها السيئة ودكتاتوريتها وسيطرتها، وهكذا قررت أن تفعل شيء حيال ذلك، فذهبت هالة لمقابلة صديق والدها مستر هوانج و كان بائعا للأعشاب.

شرحت هالة له الموقف، و سألته لو كان في إمكانه أن يمدها ببعض الأعشاب السامة حتى يمكنها أن تحل مشكلتها مرة و الى الأبد.. فكر مستر هوانج في الأمر للحظات، وأخيرا قال لها:
"هاله أنا سأساعدك في حل مشكلتك، و لكن عليك أن تصغي لي و تطيعي ما سأقوله لك."

أجابت هاله قائلة:
"نعم يا مستر هوانج أنا سأفعل أي شيء تقوله لي."

انسحب مستر هوانج للغرفة الخلفية، ثم عاد بعد بضعة دقائق و معه لفافة من الأعشاب، وقال لها:
"هاله ليس في وسعك أن تستخدمي سماً سريع المفعول كي تتخلصي من حماتك، و إلا ثارت حولك الشكوك، و لذلك سأعطيك عدداً من الأعشاب التي ستعمل تدريجيا و ببطء في جسمها، وعليك أن تجهزي لها كل يومين طعاماً من الدجاج أو اللحم و تضعي قليلاً من هذه الأعشاب في طبقها، و حتى تكوني متأكدة أنه لن يشك فيك أحد عند موتها، عليك أن تكوني حريصة جداً.. و أن تصير تصرفاتك تجاهها صديقة و رقيقة، و ألا تتشاجري معها أبداً، و عليك أيضا أن تطيعي كل رغباتها، و أن تعامليها كما لو كانت ملكة."

سعدت هاله بهذا، و أسرعت للمنزل كي تبدأ في تنفيذ مؤامرتها لتتمكن من اغتيال حماتها..

مضت أسابيع، ثم توالت الشهور، و كل يومان تعد هالة الطعام لحماتها، وتضع بعض من الأعشاب في طبقها.. وتذكرت دائما ما قاله لها مستر هوانج عن تجنب الاشتباه، فتحكمت في طباعها وأطاعت حماتها وعاملتها كما لو كانت أمها.

بعد 6 شهور تغير جو البيت تماما، مارست هالة تحكمها في طباعها بقوة وإصرار، حتى أنها وجدت نفسها غالبا ما تسيطر على أعصابها و لا تضطرب كما كانت من قبل.. ولم تدخل في جدال مع حماتها، التي بدت الآن أكثر طيبة وبدا التوافق معها أسهل.

تغير اتجاه الحماة من جهة هالة، و بدأت تحبها كما لو كانت ابنتها، واستمرت تذكر للأصدقاء والأقرباء أن هالة هي أفضل زوجة ابن يمكن لأحد أن يجدها.

وأصبحت هاله وحماتها الآن يعاملان بعضهما كما لو كانتا بنتا و والدتها.. وأصبح زوج هالة سعيدا بما قد حدث من تغيير في البيت وهو يرى ويلاحظ ما يحدث.

وفي أحد الأيام ذهبت هاله مرة أخرى لصديق والدها مستر هوانج، و قالت له:
"عزيزي مستر هوانج، من فضلك ساعدني هذه المرة في منع السم من قتل حماتي، فقد تغيرت إلى امرأة لطيفة وأنا أحبها الآن مثل أمي، ولا أريدها أن تموت بسبب السم الذي أعطيته لها."

ابتسم مستر هوانج وهز رأسه وقال لها:
"أنا لم أعطك سماً على الإطلاق، لقد كانت الأعشاب التي أعطيتها لك عبارة عن فيتامينات لتحسين صحتها، والسم الوحيد كان في عقلك أنت و فى اتجاهاتك من نحوها، و لكن كل هذا قد غسل الآن بواسطة الحب الذي أصبحت تكنينه لها."
ـ

4 comments:

LioneSS said...

like it ^_^

Saleh said...

Thanks for passing by. I'm glad you liked it.

sfo said...

هم الصواينة بسموا بناتهم هالة ؟!؟

يسلموا صالح
هالقصة فيها كثير عبر

Saleh said...

شوفت بالله... أنا كمان سألت حالي نفس السؤال، بس خليتها لأمانة اللطش.

شكراً للمرور الكريم