بلاد العرب أوطاني... شعار جميل و أنا أحد المؤمنين بهذا الكلام على الرغم من كل من يحاول المساس بهذا الشعار سواء بالكلام أو الفعل، و إن شاء الله يصبح الشعار حقيقة مسلمة لدى الجميع.
لزاوية سكيك منزلة خاصة لدى الكثير من القراء، فهي و إن كانت مقتضبة و سريعة إلا أنها تمثل نبضاً حقيقياً و مرآة صادقة لحياتنا اليومية... تدهشنا كثيراً... تستفزنا... تضحكنا... كثيراً ما ننقل منها بعض الأخبار لتصبح رسائل نصية تصل إلى جهات الأرض الأربع... لكنني، و الحق يقال، كأحد المدمنين عليها مع «سفن أب» الصباح أقول إنها لم تبكني إلا مرة واحدة... الأسبوع الماضي...
يقول الخبر كعادته على عجالة: «رفضت الجهة المختصة بدفن الموتى في إحدى الإمارات السماح لذوي امرأة فلسطينية مقيمة فيها، توفيت إثر إصابتها بالسرطان، بدفن جثتها في مقبرة، على اعتبار أن المقبرة المخصصة للوافدين هي في منطقة أخرى، و عند توجه ذويها إلى تلك المقبرة، رُفض طلبهم بدفنها هناك، كون إقامتها صادرة من إمارة أخرى...»،
أواه يا أمي!... لا أعلم من الموظف (المحترم) الذي يصر على اتباع الأوامر، رافضاً الانصياع لأوامر الموت وجبروته و قسوته... و غير مبالٍ بآلام السرطان التي حتماً لم تكن السبب الحقيقي في سفر المريضة، بل سافرت لكثرة ما آلمتها أوجاع التهويد والسرطان الاستيطاني و الصمت العربي المشبوه!! أواه يا أمي... يا من كنت تحلمين بقبر بسيط في أرض المعراج...
و بين خيانات الأسلحة الفاسدة و الزيارات السرية و معاهدات السلام... رأيت أرضك البكر تصغر شيئاً فشيئاً... حتى لم يعد لك فيها قبر... ففتحنا أيدينا و قلوبنا و أراضينا مستقبلين لك... و لكن خطأ موظف مسؤول لم يفهم أنك الآن و الآن فقط تدخلين لأرضنا بشكل شرعي...
عجز العرب (الثوار) في الماضي أن يجعلوا لك قبراً بين أشجار الزيتون و على سفوح الجبال الشم... عجزوا في الماضي أن يكفنوك في العلم الذي نعرفه جيداً لأنه علمنا و لا فرق إلا بين مثلث و مربع... ضلع أعوج و هو الفرق بين أنوثتك الرجولية و رجولتنا المستأنثة!!
و اليوم يريد بعض الموظفين أن يثبتوا أن الفروق موجودة حتى في الموت... و أن الأوراق هي التي تحدد مكان قبرك الصحيح... من يعلم؟ ربما سيكون لها في القريب العاجل أرقام... و ربما ستكون أرقاماً مميزة ذات فئات...
و لكن أمنا الفلسطينية التي عاجلها السرطان لن تحصل على رقم مميز أبداً... لأنها كما هي مأساتها في الحصول على قبر... ستتكرر مأساتها في الحصول على رقم مميز، ربما لأنها لا تحمل أوراقاً تكفي لاستصدار ملكية قبر... أو ربما لخشيتها أن تقوم السلطات في الكيان المزعوم بمصادرة قبرها، كما صادرت قبل ذلك منزلها و بيارتها و أحلامها جميعاً...
يا سيدي مسؤول المقبرة... ليتك تسمح لي بأخذ الجثة من ذويها...
لعلي أضعها في حديقة منزلي... و أزرع حولها بضع شجيرات زيتون و شجرة برتقال و عدداً من أشجار التين... لعلي أقرأ لها سورة الإسراء بعد كل صباح... ربما تستيقظ ذات ليلة لتفاجأ بأن كل ما جرى في سنواتها الـ 62 منذ عام 48 لم يكن سوى كابوس...
أو ربما نستيقظ نحن!!
ــ
رائحة الموت: زعتر!!
عبدالله الشويخ
التاريخ: 08 مارس 2010
لزاوية سكيك منزلة خاصة لدى الكثير من القراء، فهي و إن كانت مقتضبة و سريعة إلا أنها تمثل نبضاً حقيقياً و مرآة صادقة لحياتنا اليومية... تدهشنا كثيراً... تستفزنا... تضحكنا... كثيراً ما ننقل منها بعض الأخبار لتصبح رسائل نصية تصل إلى جهات الأرض الأربع... لكنني، و الحق يقال، كأحد المدمنين عليها مع «سفن أب» الصباح أقول إنها لم تبكني إلا مرة واحدة... الأسبوع الماضي...
يقول الخبر كعادته على عجالة: «رفضت الجهة المختصة بدفن الموتى في إحدى الإمارات السماح لذوي امرأة فلسطينية مقيمة فيها، توفيت إثر إصابتها بالسرطان، بدفن جثتها في مقبرة، على اعتبار أن المقبرة المخصصة للوافدين هي في منطقة أخرى، و عند توجه ذويها إلى تلك المقبرة، رُفض طلبهم بدفنها هناك، كون إقامتها صادرة من إمارة أخرى...»،
أواه يا أمي!... لا أعلم من الموظف (المحترم) الذي يصر على اتباع الأوامر، رافضاً الانصياع لأوامر الموت وجبروته و قسوته... و غير مبالٍ بآلام السرطان التي حتماً لم تكن السبب الحقيقي في سفر المريضة، بل سافرت لكثرة ما آلمتها أوجاع التهويد والسرطان الاستيطاني و الصمت العربي المشبوه!! أواه يا أمي... يا من كنت تحلمين بقبر بسيط في أرض المعراج...
و بين خيانات الأسلحة الفاسدة و الزيارات السرية و معاهدات السلام... رأيت أرضك البكر تصغر شيئاً فشيئاً... حتى لم يعد لك فيها قبر... ففتحنا أيدينا و قلوبنا و أراضينا مستقبلين لك... و لكن خطأ موظف مسؤول لم يفهم أنك الآن و الآن فقط تدخلين لأرضنا بشكل شرعي...
عجز العرب (الثوار) في الماضي أن يجعلوا لك قبراً بين أشجار الزيتون و على سفوح الجبال الشم... عجزوا في الماضي أن يكفنوك في العلم الذي نعرفه جيداً لأنه علمنا و لا فرق إلا بين مثلث و مربع... ضلع أعوج و هو الفرق بين أنوثتك الرجولية و رجولتنا المستأنثة!!
و اليوم يريد بعض الموظفين أن يثبتوا أن الفروق موجودة حتى في الموت... و أن الأوراق هي التي تحدد مكان قبرك الصحيح... من يعلم؟ ربما سيكون لها في القريب العاجل أرقام... و ربما ستكون أرقاماً مميزة ذات فئات...
و لكن أمنا الفلسطينية التي عاجلها السرطان لن تحصل على رقم مميز أبداً... لأنها كما هي مأساتها في الحصول على قبر... ستتكرر مأساتها في الحصول على رقم مميز، ربما لأنها لا تحمل أوراقاً تكفي لاستصدار ملكية قبر... أو ربما لخشيتها أن تقوم السلطات في الكيان المزعوم بمصادرة قبرها، كما صادرت قبل ذلك منزلها و بيارتها و أحلامها جميعاً...
يا سيدي مسؤول المقبرة... ليتك تسمح لي بأخذ الجثة من ذويها...
لعلي أضعها في حديقة منزلي... و أزرع حولها بضع شجيرات زيتون و شجرة برتقال و عدداً من أشجار التين... لعلي أقرأ لها سورة الإسراء بعد كل صباح... ربما تستيقظ ذات ليلة لتفاجأ بأن كل ما جرى في سنواتها الـ 62 منذ عام 48 لم يكن سوى كابوس...
أو ربما نستيقظ نحن!!
ــ
4 comments:
الله يرحمها و يحسن اليها ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة..
أذكر قول لخالي في مثل هذة المواقف عن وضعنا انو ياريت ياريت نوصل للحضيض لأنو وقتها لن يكون هناك مجال امامنا الى الصعودالى أعلى لكننا الان في مرحلة النزول
اللهم وحدنا على كلمة الحق و الدين و أسالك النصر على اليهود ومن والاهم
شكرا صالح
لا حول ولا قوّة إلا بالله العلـّي العظيم
المأساة والطامة الكبرى
إنه اليهود الصهاينة نفسهم
ما بخترعوا هيك أساليب
للتعذيب والتنكيل
جد شي مؤلم
دودو هانم و سفو باشا، هي صحيح مأساة و بتبكي، الموت حق و ما فيه إعتراض، لكن المأساة هي تصرف البعض، لكن على الجانب المشرق، هناك ناس من نفس الطينة ربنا جعل فيهم الخير مثل كاتب المقال، فالحمد لله لسه الدنيا فيها خير.
شكراً على الزيارة، بس ما اعملنا الواجب و ضيفناكم
:shy:
فنجان شاي لو سمحت سكر خفيف
Post a Comment