هذه مقتطفات من مقال أعجبني يحمل نفس العنوان، يُفترض وجود المقال الأصلي على موقع "السفير" على الرابط
و لكني لم أستطع الوصول إليه، و مع هذا يمكن البحث عنه من خلال "جوجل" فهو موجود في عشرات المواقع الإلكترونية.
ـــــــــــــــــــــــــــ
أقتل ولا تدع أحداً يرى!!!
بقلم: نصري الصايغ
بقلم: نصري الصايغ
نصح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (هنري كيسنجر) ـ "الحائز جائزة (نوبل) للسلام" ـ صديقه رئيس وزراء الكيان الصهيوني (إسحق رابين) ـ "الحائز أيضاً جائزة (نوبل) للسلام" ـ بتكسير الكاميرا، ومنعها من تصوير المشاهد ونقلها إلى العالم إبان حملة تكسير عظام أطفال الحجارة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
المعادلة هي: أقتل، ولا تدع أحداً يرى كيف تقتل... عندها يتحول القتل إلى فعلٍ مجهول والقتيل إلى مجرد رقم... وتتناقل وكالات الأنباء بعد ذلك، أخباراً إنشائية، لا إحساس فيها، لا لون فيها ولا وجع فيها، ولا دماء تُلطخ أيدي القتلة.
الكاميرا حاضرة في زوايا الأرض، مثلها مثل أجهزة التنصت، مثل أجهزة الكشف عن بعد، ولكنها غائبة عن المذبحة اليومية، التي تحصل في بلدان عربية وبلدان آسيوية... الكاميرات الدولية مشغولة بـ (أوشفيتز) المحرقة، تنقل على مدار الساعة وببث مباشر، الحضور الدولي إستنكاراً لمذبحة وإبادة ارتكبتها النازية الأوروبية، بحق اليهود... وآخرين مكتومي الحضور في وسائل الإعلام.
تحضر الكاميرا، ومعها وسائل البث المباشر، لنقل وقائع الحرب الفرنسية على «البرقع»، وكأن هذا البرقع، القادم من مجاهل الجهل الديني، يُهدد الهوية الفرنسية بالاجتياح والاحتلال... الكاميرا حاضرة وكذلك أدوات البث، لنقل وقائع النقاش حول البيئة في (كوبنهاغن)، وفي قمة (دافوس) المذهبة، وفي مؤتمر لندن «اليمني»... ولكنها غائبة عن الأزمة الاقتصادية العالمية وكوارثها الطاغية على فقراء المدن، في كل بقعة من بقاع العالم. ولولا بعض أقلام، لما عرفنا أن مدينة (ديترويت) الأمريكية، تاج الحواضر الصناعية، بانية مجد السيارات الأمريكية، تحوّلت إلى مدينة أشباح، ومن بقي فيها، يعيش على الكفاف! فكيف حال ضواحي المدن في العالم الثالث؟؟؟
الكاميرا حاضرة حيثما يفترض أسياد العالم والمال أن تكون موجودة، وممنوعة من الحضور في مناطق العار الدولي، إلا في المناسبات، والطريقة مجتزأة، حيث لا مفر من إثبات الوجود.
......
الكاميرا غائبة عن الأنفاق في غزة، ومن يُدفن حياً فيها، ومتغيبة عمداً، عن شعب، تعداده مليون ونصف مليون، يعيش في ما لا يوصف من فقر وحاجة ومذلة وركام في غزة... الكاميرا غائبة عن فظائع الجدار الفاصل بين فلسطين وفلسطين، وبين أحياء في بغداد، وبين العراق وسوريا.
الكاميرا غائبة، بقرار يومي، يمنع وسائل الإعلام المقبوض عليها، وهي بنسبة 95% من الإعلام العالمي، من نقل، مجرد نقل سطحي، لأي مشهد درامي، يُسيء إلى صورة الأميركي، التي شاء العالم أن تكون اليوم، على صورة (باراك أوباما)... وصورته، لا يجوز تلطيخها بالدم. علماً بأن الوضع الدولي، وسفك الدماء، ازداد كثيراً، عما كان عليه، في زمن سلفه (جورج دبليو بوش).
قد تكسب الكاميرا العمياء معركتها، إذا كان من يُراقبها أعمى مثلها. ولدينا في العالم العربي، أعداد مليونية، قررت أن تُسبل عيونها، وأن تحجب أنظارها، وأن تُمتع أبصارها، بما لذ وطاب من كرنفال النفاق السياسي العالمي... شعوب تحب قاتلها...
.....
لقد أسقطت وسائل الإعلام الغربية دولاً وشعوباً من دون طلقة وهذا ما تُمارسه في إيران.. فتحت دول وشعوب أبوابها وسياداتها وثقافاتها، لغزو ناعم، قادته وسائل إعلام بالغة النعومة، ودقيقة التصويب. لقد استطاعت أن تُغيّر أراضيَ ودولاً وثقافات ومعتقدات وأدياناً، ولكنها، لم تستطع أن تجعل الاحتلال جميلاً! ولم تعرف كيف تُحول طعم القتل ليُصبح لذيذاً!
.....
ـ
2 comments:
آآآآآآخ يا صالح
صدق الكاتب فيما قال
جملة وتفصيلا
حرفا فحرف
والله بنتشرب اللي بدهم ياه
من الاعلام الموجه
والمدرب
والمدجن
والمصيبه .. تقول .. اعلام غرب
فجملتك ناقصه
صار الاعلام اللي الو دعوه
وفي هاي الحالة الاعلام العربي
موجه ومدجن أكثر من الغربي
شوية .. بس شويه .. من الاعلام المقروء بتحاول تخارب وتعطي صورة واقعيه
شوية
واعلام مقروء
وبتحاول
انتا احسب النسبه اللي بتوصلها المعلومه الصح لحالك
شكرا على المشاركه صديقي
:give:
الوجع واحد يا صديقي، ما بنعرف من وين بيجي الريح، كل الأبواب و الشبابيك مخلعة، لا غربي و لا شرقي، كلنا في الهوى مضحوك علينا، بس إن شاء الله بتهون.
شكراً على تشريفك إيكو باشا
Post a Comment