تعلمت من الحياة

تعلمت من الحياة:
لن ينكسر قارب الحياة على صخرة اليأس مادام هناك مجداف اسمه الأمل.

Thursday, 8 April 2010

بلادي لا تستقبل الحرية

للشاعرة الليبية: ردينة الفيلا
ــــــــــ

انتزع مني بطاقتي الشخصية
ليتأكد أني عربية
و بدأ يفتش حقيبتي و كأني أحمل قنبلة ذرية
وقف يتأملني بصمتٍ... سمراء و ملامحي ثورية
فتعجبتُ لمطلبه و سؤاله عن الهوية
كيف لم يعرف من عيوني أني عربية
أم أنه فضّل أن أكون أعجمية
لأدخل بلاده دون إبراز الهوية!؟
و طال انتظاري و كأني لست في بلاد عربية
أخبرته أن عروبتي لا تحتاج لبطاقة شخصية
فَلِمَ أنتظر على هذه الحدود الوهمية؟
و تذكرت مديح جدي لأيام الجاهلية
عندما كان العربي يجوب المدن العربية
لا يحمل معه سوى زاده و لغته العربية
و بدأ يسألني عن أسمي... جنسيتي
و سر زيارتي الفجائية
فأجبته أن اسمي وحدة
جنسيتي عربية... سر زيارتي تاريخية
سألني عن مهنتي و إن كان لي سوابق جنائية
فأجبته أني إنسانة عادية
لكني كنتُ شاهداً على اغتيال القومية
سأل عن يوم ميلادي و في أي سنة هجرية
فأجبته أني ولدت يوم ولدت البشرية
سألني إن كنت أحمل أي أمراض وبائية
فأجبته أني أصبت بذبحة صدرية
عندما سألني ابني عن معنى الوحدة العربية
فسألني أي ديانة أتبع الإسلام أم المسيحية
فأجبته بأني أعبدُ ربي بكل الأديان السماوية
فأعاد لي أوراقي، حقيبتي، و بطاقتي الشخصية
و قال عودي من حيث أتيتِ
فبلادي لا تستقبل الحرية...
ــــــــــ

1 comment:

sfo said...

ولا حتى مواطن يحمل الجنسية