تعلمت من الحياة

تعلمت من الحياة:
لن ينكسر قارب الحياة على صخرة اليأس مادام هناك مجداف اسمه الأمل.

Thursday, 17 February 2011

دروس من الحياة: ٢١- الملك و الصياد

مند مئات السنين كان يحكم إحدى البلاد حاكمٌ كثيرُ الظلم و الطغيان، حتى صار أهلها في شقاء و بلاء، و ذات يومٍ أقام الحاكم تمثالاً كبيراً في ميدانٍ عامٍ، و أمر بأن ينحني له كل من يمر به، فخضع أهل البلاد لهذا الأمر الشاذ إلا رجلاً شجاعاً واحداً فإنه أبى الإنحناء.

سمع الحاكم بعصيان ذلك الرجل، فغضب غضباً شديداً، و عزم على معاقبته لمخالفته أمره، و قد عُرف عن ذلك الرجل بأنه صيادٌ ماهرٌ، ففكر الحاكم في حيلة يتخذ بها مهارة الصيد وسيلةً لألمه و حزنه، فأمر بإحضار ابن الصياد، و وقوفه في الميدان العام عند التمثال، و وضع على رأسه تفاحةً، ثم أمر الرجل أن يصيب التفاحة بسهمٍ من سهامه.

فتوسل الأب إلى الحاكم ليعفيه من تلك التجربة، لكن الطاغية أمره بأن يرمي سهمه و إلا أمر الجنود بقتل ابنه أمام عينه، و وضع الصياد السهم في القوس، و أطلقه ليصيب التفاحة على رأس ابنه، حينئذ صاح المجتمعون فرحاً و إعجاباً بمهارة الأب، عندها أطلق الحاكم سراح الصياد و ابنه، و كان مع الصياد سهمٌ آخر، فناداه الحاكم و سأله عنه، فأجابه الرجل بكل شجاعةٍ: "أيها الطاغية! لقد أعددت هذا السهم لأقتص به منك إذا أخطأتُ الرماية، وقتلتُ
ابني، و الآن و قد نجا ابني، رغبت أن أُنجي الرعية من طغيانك."

ثم أطلق السهم عليه، فوقع الحاكم على الأرض صريعاً، و أنقذ الصياد بلاده من الظلم و الطغيان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبرة:

كل حاكمٍ جائرٍ مهما بغى و طغى فإن مصيره إلى زوال، فهل من معتبر؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذه سلسلة من الحكايات القصيرة التي فيها عبرة، الحكايات ليست من تأليفي و لكني جمعتها و ما زلت من مصادر مختلفة، السلسلة أسبوعية حيث تظهر قصة جديدة كل يوم خميس بشكل ذاتي.

القصص السابقة:
  1. نعـل الملك
  2. الإعلان و الأعمى
  3. حكاية النسر
  4. حذاء غاندي
  5. فـي بيتهـم بـاب
  6. الصبي و النادلة
  7. ذكاء فتاة
  8. الوزراء الثلاثة
  9. ساعة الياباني
  10. أمسك بيدي
  11. الحمار الذي يجب بيعه
  12. رسوم أطفال
  13. الأب المشغول دائماً
  14. تحية الصباح
  15. عقد الألماس
  16. القناعة كنز لا يفنى
  17. الحظ و المنطق
  18. سر السعادة
  19. ضاع العمر بغلطة
  20. مصيدة الطموح

16 comments:

Em Ommar said...

:ch: شو قصدك

نيسآان said...

وصلتهم العبره...لكن بعد فوات الآوان

أوانهم هم يعني...نحنا ما ورانا شي
هينا بنتفرج عليهم وهم يضربون اخماس بأسداس
و محتارين كيف بدهم ينفدوا بأقل الاضرار

Saleh said...

له له يا إم عمر، أنا لا قصدي و لا شي، و بتعرفي إني ما باحكي بالسياسة أنا، لكن إللي ع راسه "بطيخة" بيحسس عليها.

شفتي مثلين و لسه بتحكيلي شو قصدك
;-)

Saleh said...

المشكلة يا نيسان هانم إنه لسه ما وعيوا الدرس، لساتهم بيقتلوا بالناس لما تطلع مظاهرات، و الناس ممكن تسامح الظالم لكن مش ممكن تسامح بالقتل، ما تعلموها هاي، وعلى رأيك إحنا شو ورانا، خلينا نتفرج

زينة زيدان said...

صديقي صالح

يبدو أن القادة لن يعتبروا
لأن طغيانهم وعنجهيتهم أعمت أعينهم عن الحق

ومازلوا يستفذوا بوسائلهم الغير مجدية
والمجربة من قبل في مصر وتونس
ورغم أن هذه الوسائل أثبتت فشلها وبجدارة إلا أنهم ما زالوا يستخدمونها

قصة معبر حقاً...ولكن هل من معتبر
تحيتي

Saleh said...

زينة هانم، بالضبط، إنهم لا يعتبرون، لا يريدون أن يروا أن المسألة الأساسية هي مسألة كرامة، و ما غيرها سوى تبعات لهذه المسألة، فليعيدوا للناس كرامتهم و ما يتبعها

نور said...

صباح الخيــــر
رائعة
الأمة تحتاج صياد جرئ في كل مرّة .. ولم ولن تخلو الميادين منهم

كل الشكر

Saleh said...

نور هانم، بالفعل، لقد أثبتت الأسابيع القليلة الماضية أنه لا زال عندنا الكثير من الصيادين الأَبِيّين، و كل ما يلزمهم هو قشة من إهدار كرامة ليقسموا بها ظهر الطاغية المتكبر.

كل الشكر على هذا المرور الكريم

Rain said...

el mshkleh ino most people would just save the son and get away with their lives they'd never think of killing the king...and now that the fear is gone we all get to be mitl had el saiiad :)

Saleh said...

I totally agree Rain Hanim. Thanks for passing by.

sheeshany said...

قوية قوية قوية!

المعظم ما بيفكر يضحي لأجل الغير و الجماعة

أو أهم
لأجل الحق و فكرة عادلة

*قال أبحكيش سياسة ... سيبنا من هالعبارة يا صالح

;)

نورنياتي said...

:)

ناصر جلال said...

حلوة جدا بارك الله فيك
http://shagbta.blogspot.com/
اتمني نشر مدنتي وشكرا

Saleh said...

هيثم باشا، أمتنع عن التعليق... منيح هيك؟
;-)

شكراً للمرور الكريم

Saleh said...

نور نياتي هانم
:)

Saleh said...

ناصر باشا، أهلا و سهلا فيك بدكانتي المتواضعة، الحمد لله إنه القصة عجبتك.

شكراً للمرور الكريم