Thursday, 14 April 2011

دروس من الحياة: ٢٩- الرجل البليد

(هذه الحلقة برعاية رين)

في صباح أحد الأيام كان ركاب قطار الأنفاق جالسين في سكينة، بعضهم يقرأ الصحف، و بعضهم مستغرق بالتفكير، و آخرون في حالة استرخاء، كان الجو ساكناً مفعماً بالهدوء.

فجـأة... صعد رجل بصحبة أطفاله الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم وهرجهم عربة القطار، وجلس الأب مغلقاً عينيه غافلاً عما يدور حوله، كان الأطفال يتبادلون الصياح، و يتقاذفون بالأشياء، بل و يجذبون الصحف من الركاب، و كان الأمر مثيراًً للإزعاج، و رغم ذلك استمر الأب في جلسته دون أن يحرك ساكناً!

و بعد أن نفد صبر الرجل الذي يجلس إلى جوار الأب، التفت إليه قائلاً: "إن أطفالك يا سيدي يسببون إزعاجا للكثير من الركاب، و إني لأعجب أنك لم تقم بكبح جماحهم إلى الآن! إسمح لي بأن أقول أنك عديم الإحساس!!"

فتح الأب عينيه، كما لو كان يعي الموقف للمرة الأولى، و قال بلطف: "نعم إنك على حق، يبدو أنه يتعين عليّ أن أفعل شيئاً إزاء هذا الأمر، لقد قدمنا لتونا من المستشفى، حيث لفظت والدتهم أنفاسها الأخيرة منذ ساعة واحدة، إنني عاجز عن التفكير، و أظن أنهم لا يدرون كيف يواجهون الموقف أيضاًً!"

و في لحظة تبدل شعور الضيق و الغضب إلى شعور بالأسى و الشفقة على هؤلاء الأطفال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبرة:

لا تطلق حكما على أحد ما أو موقف ما بدون معرفة كافة الأسباب و الظروف، فقد يكون هناك سبباً مقنعاً لمثل هذا التصرف أو الموقف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذه سلسلة من الحكايات القصيرة التي فيها عبرة، الحكايات ليست من تأليفي و لكني جمعتها و ما زلت من مصادر مختلفة، السلسلة أسبوعية حيث تظهر قصة جديدة كل يوم خميس بشكل ذاتي.

القصص السابقة:
  1. نعـل الملك
  2. الإعلان و الأعمى
  3. حكاية النسر
  4. حذاء غاندي
  5. فـي بيتهـم بـاب
  6. الصبي و النادلة
  7. ذكاء فتاة
  8. الوزراء الثلاثة
  9. ساعة الياباني
  10. أمسك بيدي
  11. الحمار الذي يجب بيعه
  12. رسوم أطفال
  13. الأب المشغول دائماً
  14. تحية الصباح
  15. عقد الألماس
  16. القناعة كنز لا يفنى
  17. الحظ و المنطق
  18. سر السعادة
  19. ضاع العمر بغلطة
  20. مصيدة الطموح
  21. الملك و الصياد
  22. المحتال
  23. النملة
  24. قصة انتحار غريبة
  25. البائع و المحاسب و المدير
  26. الأرنب و النسر
  27. الملك إدريس السنوسي
  28. مشكلة السيارة

13 comments:

  1. بتوجعلي قلبي هالقصه
    يا ريت نتعلم منها....يا ريت اتعلم منها :$

    ReplyDelete
  2. ليش يعني الحلقة برعاية رين ؟ ما فهمت

    بس طبعا القصة روعة

    ReplyDelete
  3. ويسبر هانم، رين هانم و دكتور باشا: كل الشكر ع الزيارة اللطيفة.


    ملاحظة: نظراً للظروف الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية الراهنة، نعلن فتح باب "الرعاية" لسلسلة "دروس من الحياة"، لذلك فنحن نُهيب بمن يجد في نفسه الكفاءة، أو في جيبه النقود، أو في مطبخه الكعك التقدم لرعاية إحدى حلقات "دروس من الحياة" (نقبل رعاية الدكاترة لأول مرة بدون كعك).
    ـ

    ReplyDelete
  4. أول مرة قرأت عن هذه القصة/العبرة بال 98

    كانت بكتاب العادات السبع الشهير

    بصراحة من يومها و أنا بتذكر القصة كل مرة بكون فيها على وشك تعميم رأي ما

    :(

    ReplyDelete
  5. W7l lesh bet'3ar minny v_v

    ReplyDelete
  6. لا لاحظي شو حكى صالح باشا ، انه للمرة الاولى للاطباء مجانا ، و بعدين في بينا و بين سلسلة مواقع صالح باشا اتفاقية للتعاون النتبادل و الاعلان و بيناتنا كثير من المصالح المتبادلة ، فوضع اعلان الك بخرق هاي الاتفاقية

    ReplyDelete
  7. تحياتي اخ صالح اذا بتسمحلي ازيد قصة القنديل الصغير لغسان كنفاني

    ReplyDelete
  8. هيثم باشا: بالفعل قصة جميلة، كل الشكر ع الزيارة اللطيفة

    ReplyDelete
  9. دكتور باشا: إنت الدكتور المعتمد عند الدكانة تاعتنا، و رين هانم المترجمة المعتمدة عندنا

    ReplyDelete
  10. جفرا هانم أهلا و سهلا بك في دكانتنا المتواضعة، و إن شاء الله "قصة القنديل الصغير" راح تكون برعاية حضرتك.

    و كل الشكر ع الزيارة اللطيفة

    ReplyDelete