دروس من الحياة: ٥٣- صوت الساعة

بينما كان طارق، ذو الأربعة أعوام، يلهو بساعة أبيه الميكانيكية محاولاً اكتشاف أسرارها، لفت انتباهه صوت تَكّاتها المنخفض و الذي يسمعه للمرة الأولى في حياته، و عندما لم تسعفه خبراته السابقة في استيعاب مصدر الصوت في هذا الجهاز الصغير، أرخى العنان لخياله لفعل هذا، و عندما اطمأن من صواب تعليله "الخيالي"، قفز إلى أبيه ليخبره عن هذا الإكتشاف الفريد.

"أبي! استمع لهذا الصوت المنبعث من ساعتك!" قالها طارق و هو يضع الساعة على أُذن أبيه، و أردف قائلاً: "أليس ذلك شيئاً مذهلاً؟!"

و بعد أن استمع الأب إلى تَكّات الساعة وهلة، أحب أن يختبر مقدرة طارق على استيعاب الأمر، فسأله: "و هل تعلم يا بُني ما الذي يُصدر هذا الصوت من داخل الساعة؟"

فأجاب طارقٌ على الفور: "بالطبع يا أبي! فهو يخرج من السوسة التي تعيش داخل الساعة!"

فاجأ هذا الجواب والد طارق، و لكنه ردد بصوت منخفض: "حقاً يا بُني، إنها السوسة التي تنخر في عمرنا!"

ثم شرح له مبسطاً كيفية عمل الساعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبرة:

هناك سوسة تنخر في عمرنا مع كلّ تكّة ساعة، فهلّا نظرنا إلى الإستفادة من هذا العمر قبل ضياعه!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذه سلسلة من الحكايات القصيرة التي فيها عبرة، الحكايات ليست من تأليفي و لكني جمعتها و ما زلت من مصادر مختلفة، السلسلة أسبوعية حيث تظهر قصة جديدة كل يوم خميس بشكل ذاتي.

القصص السابقة:

نعـل الملك حذاء غاندي ذكاء فتاة أمسك بيدي الأب المشغول دائماً القناعة كنز لا يفنى ضاع العمر بغلطة المحتال البائع و المحاسب و المدير مشكلة السيارة قصة القنديل الصغير كيس الحصى الرجل الغني و ابنه الحلاق و الغلام قصة الضفادع العزاء خُلِق الإنسان عجولاً الأب و ابنه الشاب

الإعلان و الأعمى فـي بيتهـم بـاب الوزراء الثلاثة الحمار الذي يجب بيعه تحية الصباح الحظ و المنطق مصيدة الطموح النملة الأرنب و النسر الرجل البليد السيد ديستان فِطنة حُذَيْفَة المال الضائع المسافرة و كيس الحلوى محرك السفينة نافذة المستشفى الصديقان

حكاية النسر الصبي و النادلة ساعة الياباني رسوم أطفال عقد الألماس سر السعادة الملك و الصياد قصة انتحار غريبة الملك إدريس السنوسي الحب عن بُعد ذكاء أبي حنيفة الولد و المسمار الحصان   الباذنجانة قلم الفضاء الـزوجة و الأسـد شاحنة النفايات