تعلمت من الحياة

تعلمت من الحياة:
لن ينكسر قارب الحياة على صخرة اليأس مادام هناك مجداف اسمه الأمل.

Thursday, 6 March 2014

مش عارف شو أعمل

الغبرة في كل مكان، و الدكان مبهدل، و الحيل مهدود، و الوقت سلعة نادرة و مش متوفرة.

أعود اليوم لأول مرة إلى هذا الفضاء بعد حوالي العام، أشياء كثيرة تغيرت، و لكن يبدو أن عودتي لن تكون سهلة، فكرت بإقفال الدكان (تمشياً مع ما قام به البعض)، لكنني لا أفرط فيما و فيمن أحب بسهولة، فلذلك قررت أن أعطي نفسي فترة إجازة أخرى لعلِّي بعد عام أكون في وضع أفضل.

Wednesday, 7 November 2012

الاستثمار الإيراني واللااستثمار العربي


بقلم: سري سمّور

ونحن نعيش ذكرى (وعد بلفور)، وقد عشنا قبل أيام حادثة اختراق طائرة بدون طيار أرسلها "حزب الله" إلى أجواء فلسطين المحتلة، تتزاحم العديد من الأفكار والخواطر، وكلها ينضح ألماً وحُرقة على ما وصلنا إليه، بيد أن نصاً يُلح على الحضور والقفز من وإلى الذهن، نص أو حدث عمره 76 سنة... النص هو رسالة الحُكام العرب إبان الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936م إلى اللجنة العربية العليا التي دعت صراحة إلى «وقف الثورة، والاعتماد على النيات "الطيبـة" لصديقتنا بريطانيا العظمى التي أعلنت أنها سـتُحقق العدالـة»، وما تلا النص المذكور حيث دعت اللجنة العربية العليا إلى وقف الإضراب، وإلى حل التنظيمات العربية وعودة الثوار العرب إلى دولهم!!

هذه أحداث ونصوص مهمة للغاية؛ فوقتها لم يكن هناك "فتح" ولا "حماس"، ولا انقسام بات شماعة وذريعة، ولم يكن وقتها ثمة صراع سني ـ شيعي أو عربي ـ فارسي وخطر إيراني ولا حرب باردة، بل كانت هناك هجرة يهوديـة كثيفـة يدعمها انتداب بريطاني مجرم آثم، ثار الشـعب الفلسـطيني في وجهـه، وجعل من خطـة إقامـة كيان صهيوني على هذه الأرض أمرا مسـتحيلا لأن الثورة قلبت كل الموازين وغيّرت وبدّلت كل المعادلات، فجاء نداء قادة العرب الذي سـارعت قيادتنا إلى التجاوب ـ مع الأسـف ـ معـه ليُنقذ سـلطـة الانتداب ويُنقذ الهجرة اليهوديـة التي جعلتها الثورة العارمـة عكسـيـة!

هكذا اسـتمر الحال المزري قبل قيام الكيان وبعده، قبل "فتح" و"حماس" وبعدهما؛ إنه حال عربي يرمي طوق النجاة دائماً للاحتلال، ولا يُسـتثمر في المقاومـة الفلسـطينيـة ولا يرى أن التخلي عن دعم هذه المقاومـة يعود على العرب ـ شـعوباً وأنظمـة ـ بالكوارث العظام، ويرى أن مشـكلتنا "إنسـانيـة" فقط تُحل بكميات من الغذاء والدواء ليـس أكثر!

وعندما غزا الفرنجة أرض فلسطين والشام ونفذوا المذابح الرهيبة في بيت المقدس توجه العلماء والقضاة إلى بغداد والقاهرة ودمشق فلم يجدوا إلا التراخي أو الوعود الفارغة، ولكن صمت العباسيين والفاطميين لم يحمِ حواضرهم من طمع غزو وتوسع الفرنجة القادمين من وراء البحار... ويتكرر (السيناريو) في عهد الكيان العبري ولا تجد من المتعظين إلا قليلاً؛ فلعل من الواجب والمهم التذكير بأنـه لولا مقاومـة وصمود الشـعب الفلسـطيني لأصبحت حدود الكيان من النيل إلى الفرات؛ وكان قادة وجنود ومخابرات وتجار الكيان وما زالوا يعرضون علينا أن نعيش معهم بسلام، والهدف واضح وهو أن يتفرغوا تماماً للتمدد، ولو قبلنا بهذا لعشنا داخل أرضنا حياة هي بلا شك أفضل مليون مرة من حياة إخوتنا في مخيمات البؤس والقهر والفقر، ولكُنا حصلنا على جنسية الكيان وأصبحنا مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة، ولكن هي مواطنة تعطينا ما لا نأخذه في بلاد أشقائنا العرب... بيد أننا رفضنا كل هذه العروض التي ما تزال قائمة مما اضطر الكيان إلى بناء الجدران والأسلاك الشائكة حول الأراضي التي اغتصبها بدل أن يتمدد أكثر فأكثر!

ولم يكن دعم العرب ـ وأقصد هنا المستوى الرسمي ـ للمقاومة الفلسطينية استثماريا بل خضع لحسابات إقليمية ودولية ومحلية، وشابته شُبهات كثيرة، وكان الاستثمار فيما لا يُفيد الدول العربية في أن يكون لها سند وظهر فلسطيني مخلص؛ فما فائدة دعم القذافي وصدام حسين لمجموعة صبري البنا (أبو نضال) مثلاً!؟

في المقابل فإن إيران استثمرت "حزب الله" بكل ما للكلمة من معنى فأصبح الحزب قلعة متقدمة تُخيف بها الكيان بل وتضرب الكيان بحصنها القوي الذي يُمثله الحزب؛ فالحزب مسلح بسلاح وعتاد قد تعجز دول عن امتلاكه، وبكل تأكيد لم تتطوع أي دولة عربية لتزويد المقاومة الفلسطينية به؛ ولا أقبل ذريعة الحدود محكمة الإغلاق لأن العرب لو أرادوا شيئا فعلوه؛ فالنظام السوري مخابراتي حتى النخاع وأمني بامتياز ومع ذلك نجح العرب في إدخال سلاح إلى المعارضة هناك، كما أن "حزب الله" بات يمتلك طائرات بدون طيار ويُهدد الكيان بأنه يستطيع قصف أي متر مربع داخله بصواريخه، وهو يعني ما يقول... إنه حزب بإمكانات جيش قوي منيع مدرب على حرب العصابات والمواجهة التقليدية كذلك، كل هذا ما كان ليتأتى لحزب في بلد صغير كلبنان لولا الاستثمار الإيراني الجاد، ورفض القيادة الإيرانية منذ عقود جميع أساليب الترغيب والترهيب الغربية لوقف هذا الاستثمار، وأصر على كلمة استثمار لأنها الأنسب هنا... في الوقت الذي يخاف فيه العرب من أي دعم للمقاومة الفلسطينية حتى لا يُتهموا بالوقوف مع «الإرهاب» وظناً منهم أنهم سيتمتعون بالنجاة في عالم لا يُقيم وزناً لضعيف أو رافض لاستثمار حقيقي يقيه تقلبات التاريخ وتغيرات الجغرافيا!

يقولون بأن "حزب الله" يتلقى الدعم، وهو استثمار إيراني في لبنان والمنطقة لأنه ينتمي إلى المذهب الشيعي؛ حسناً... "حزب الله" من الطائفة الشيعية اللبنانية التي تعود جذور أبنائها إلى قبائل عربية من اليمن والجزيرة والعراق، ويتلقى دعماً من إيران الفارسية التي ترتبط معه بالمذهب (حسب التعليل المذكور)، ونحن الشعب الفلسطيني عرب أقحاح وتربطنا علاقات قرابة مع محيطنا العربي وأغلبيتنا الساحقة مسلمين سنة مثل محيطنا، والخطر الإسرائيلي على المحيط العربي أعظم منه على إيران البعيدة نسبياً، ومع هذا نجد استثماراً إيرانياً "لحزب الله"، ورفض عربي لأي استثمار في المقاومة الفلسطينية... بل يقدمون مبادرات "سلام" يقول عنها قادة العدو بأنها لا تساوي ثمن الحبر الذي كُتبت به!

إلى متى يبقى الحال كذلك!؟ ففي زمن الثورات والتحولات آن أن يستثمر العرب في المقاومة، وألا يُعللوا عدم فعل ذلك بالانشغال بقضاياهم الداخلية، فإيران لم تمنعها حربها مع العراق ولا الحصار ولا المشكلات الداخلية من أن تستثمر "حزب الله"... فهل نرى قريباً استثماراً عربياً في المقاومة الفلسطينية؟ إذا كان الجواب نعم فسيكون مثمراً للفلسطيني وشقيقه العربي، فلو كنا فقط نريد الغذاء والدواء فبإمكاننا الحصول عليها من «تنوفا» و«كوبات حوليم» فقط مقابل أن نُخلي بين العبرانيين والعرب!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الأحد 20 ذو الحجة1433هـ، 4/11/2012م
من قلم: سري سمور(أبو نصر الدين) ـ جنين ـ أم الشوف / حيفا ـ فلسطين

Thursday, 10 May 2012

دروس من الحياة: ٦٨ـ بعد ستين سنة


بعد ستين عاماً من الزواج الناجح و السعيد، شعرت الزوجة التي تجاوزت الثمانين من عمرها و التي أقعدها المرض بدنو أجلها، فقررت البوح لزوجها بسر أبقته طي الكتمان مدة زواجهما، طلبت من زوجها إخراج صندوق تحتفظ به سراً تحت السرير، ثم ناولته مفتاحاً صغيراً كي يفتح به الصندوق، و عندما فتح الرجل الصندوق وجد بداخله دميتين من القماش و بعض القماش مع إبر النسج و الخيطان، و تحتها مبلغ كبير من المال، فسألها عن تلك الأشياء.

فقالت العجوز: "عندما تزوجتك قالت لي جدتي أن سر الزواج الناجح يكمن في تفادي الجدل والنقاش العقيم وقت الغضب، و نصحتني بأنه كلما غضبت منك أن أكتم غضبي و أقوم بصنع دمية من القماش."

هنا شعر الرجل بالسعادة و الرضى، و قال في نفسه: "دميتان فقط؟! إنني لم أغضبها طوال سوى مرتين خلال ستين عاماً؟"

ثم سألها: "حسنا، عرفنا سر الدميتين، و لكن ماذا عن هذا المبلغ الكبير من المال؟!"

أجابته الزوجة: "هذا هو المبلغ الذي جمعته من بيع الدمى الكثيرة التي صنعتها."

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبرة:

الحياة مليئة بالمشاكل، و أحد أسرار السعادة يكمن في كيفية التعامل مع هذه المشاكل، و بالتأكيد تجنب الجدل و النقاش العقيم يساعد على وأد المنغصات في مهدها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذه سلسلة من الحكايات القصيرة التي فيها عبرة، الحكايات ليست من تأليفي و لكني جمعتها و ما زلت من مصادر مختلفة، السلسلة أسبوعية حيث تظهر قصة جديدة كل يوم خميس بشكل ذاتي.

القصص السابقة:
  1. نعـل الملك
  2. حذاء غاندي
  3. ذكاء فتاة
  4. أمسك بيدي
  5. الأب المشغول دائماً
  6. القناعة كنز لا يفنى
  7. ضاع العمر بغلطة
  8. المحتال
  9. البائع و المحاسب و المدير
  10. مشكلة السيارة
  11. قصة القنديل الصغير
  12. كيس الحصى
  13. الرجل الغني و ابنه
  14. الحلاق و الغلام
  15. قصة الضفادع
  16. العزاء
  17. خُلِق الإنسان عجولاً
  18. الأب و ابنه الشاب
  19. اللغة الانجليزية صعبة جداً
  20. الفيل و الحبل
  21. قرض البنك
  22. الطبيب الجراح
  23. السحلية
  1. الإعلان و الأعمى
  2. فـي بيتهـم بـاب
  3. الوزراء الثلاثة
  4. الحمار الذي يجب بيعه
  5. تحية الصباح
  6. الحظ و المنطق
  7. مصيدة الطموح
  8. النملة
  9. الأرنب و النسر
  10. الرجل البليد
  11. السيد ديستان
  12. فِطنة حُذَيْفَة
  13. المال الضائع
  14. المسافرة و كيس الحلوى
  15. محرك السفينة
  16. نافذة المستشفى
  17. الصديقان
  18. صوت الساعة
  19. العجوز و العقرب
  20. القرار الصعب
  21. الحياة صعبة
  22. نظرة الرجل إلى نفسه
  1. حكاية النسر
  2. الصبي و النادلة
  3. ساعة الياباني
  4. رسوم أطفال
  5. عقد الألماس
  6. سر السعادة
  7. الملك و الصياد
  8. قصة انتحار غريبة
  9. الملك إدريس السنوسي
  10. الحب عن بُعد
  11. ذكاء أبي حنيفة
  12. الولد و المسمار
  13. الحصان
  14.   الباذنجانة
  15. قلم الفضاء
  16. الـزوجة و الأسـد
  17. شاحنة النفايات
  18. أنا الذي ينام عندما تصفر الرياح
  19. الشـيـخ و الببغاء
  20. الوفاء
  21. جهاز قياس الضغط الجوي - الباروميتر
  22. و عسى أَن تكرهوا شيئا

Thursday, 3 May 2012

دروس من الحياة: ٦٧ـ السحلية

قرر رجل ياباني أن يقوم بعمل بعض الترميمات على جدران بيته الداخلية، مما استلزم نزع ألواح الخشب التي تغطي هذه الجدران، و عند نزعه لأحد هذه الألواح وجد سحلية عالقة بالخشب من إحدى أرجلها.

انتابته رعشة الشفقة عليها، لكن الفضول استبد به بعد أن لاحظ أن ما قيد حركة السحلية هو مسمار مغروز في أحد أرجلها رجح أن يكون قد دُقَّ هناك قبل حوالي عشر سنوات عندما قيامه ببناء البيت، فكيف استطاعت هذه السحلية أن تعيش عشر سنوات في فجوة ما بين الجدران دون حراك و دون طعام!؟

و بينما هو يراقب السحلية و يفكر محاولاً الوصول إلى تفسير منطقي، ظهرت سحلية أخرى حاملة في فمها بعض الطعام، ناولته لتلك العالقة، دُهش الرجل و اعتملت في نفسه مشاعر رقة الحب الذي أثارها هذا المشهد: سحلية رجلها مثبتة بالجدار و أخرى تحضر لها الطعام و تقوم على رعايتها بلا كلل لعشر سنوات!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبرة:

سبحان الله الخالق الذي قسم الأرزاق، و كل من له نصيب بشيء لن يمنعه عنه مخلوق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذه سلسلة من الحكايات القصيرة التي فيها عبرة، الحكايات ليست من تأليفي و لكني جمعتها و ما زلت من مصادر مختلفة، السلسلة أسبوعية حيث تظهر قصة جديدة كل يوم خميس بشكل ذاتي.

القصص السابقة:
  1. نعـل الملك
  2. حذاء غاندي
  3. ذكاء فتاة
  4. أمسك بيدي
  5. الأب المشغول دائماً
  6. القناعة كنز لا يفنى
  7. ضاع العمر بغلطة
  8. المحتال
  9. البائع و المحاسب و المدير
  10. مشكلة السيارة
  11. قصة القنديل الصغير
  12. كيس الحصى
  13. الرجل الغني و ابنه
  14. الحلاق و الغلام
  15. قصة الضفادع
  16. العزاء
  17. خُلِق الإنسان عجولاً
  18. الأب و ابنه الشاب
  19. اللغة الانجليزية صعبة جداً
  20. الفيل و الحبل
  21. قرض البنك
  22. الطبيب الجراح
  1. الإعلان و الأعمى
  2. فـي بيتهـم بـاب
  3. الوزراء الثلاثة
  4. الحمار الذي يجب بيعه
  5. تحية الصباح
  6. الحظ و المنطق
  7. مصيدة الطموح
  8. النملة
  9. الأرنب و النسر
  10. الرجل البليد
  11. السيد ديستان
  12. فِطنة حُذَيْفَة
  13. المال الضائع
  14. المسافرة و كيس الحلوى
  15. محرك السفينة
  16. نافذة المستشفى
  17. الصديقان
  18. صوت الساعة
  19. العجوز و العقرب
  20. القرار الصعب
  21. الحياة صعبة
  22. نظرة الرجل إلى نفسه
  1. حكاية النسر
  2. الصبي و النادلة
  3. ساعة الياباني
  4. رسوم أطفال
  5. عقد الألماس
  6. سر السعادة
  7. الملك و الصياد
  8. قصة انتحار غريبة
  9. الملك إدريس السنوسي
  10. الحب عن بُعد
  11. ذكاء أبي حنيفة
  12. الولد و المسمار
  13. الحصان
  14.   الباذنجانة
  15. قلم الفضاء
  16. الـزوجة و الأسـد
  17. شاحنة النفايات
  18. أنا الذي ينام عندما تصفر الرياح
  19. الشـيـخ و الببغاء
  20. الوفاء
  21. جهاز قياس الضغط الجوي - الباروميتر
  22. و عسى أَن تكرهوا شيئا

Thursday, 26 April 2012

دروس من الحياة: ٦٦ـ و عسى أَن تكرهوا شيئا

امرأة مسنة كانت تصلى بالحرم، ثم تجلس بعد الصلاة للدعاء و هي تبكي، ثم تكفكف دمعها لتصلي مرة أخري فتجلس لتدعو و تبكي و هكذا، لاحظت ذلك شابة كانت تصلي بالقرب منها، فتعجبت من ذلك و قالت في نفسها: "لا بد أن يكون لهذه السيدة الوقور قصة كبيرة!"

و في تلك اللحظة اقترب شاب من السيدة العجوز و قبّل رأسها و أخذ يكلمها، ثم قبّل يدها قبل أن ينطلق ليحضر لها زجاجة من الماء و يقبل يدها مرة أخرى و يبتعد، لتعود إلى صلاتها و دعائها و بكائها من جديد.

تغلب الفضول على الشابة التي ذهبت لتجلس بجوار السيدة العجوز و تسلم عليها و تبادرها بالقول: "لماذا تبكين يا أماه؟!"
أجابت العجوز: "لا يوجد شيء!"

فقالت الفتاة: "أستطيع أن أرى حزنك و كمدك و دموعك، فلربما استطعت مواساتك."

سكتت العجوز هنية قبل أن تقول: "من العذاب الذي يعتمل في صدري!"

ثم أخذت تقص عليها حكايتها: كنت متزوجه من زوج يحبني و يحترمني، لكن الله لم يرزقني بأطفال على الرغم من محاولاتي المتكررة، و بالفحص تبين أنني عاقر، فأشرت على زوجي أن يتزوج بأخرى، لم يوافق فى البداية، لكن كثرة إلحاحي عليه جعله يُغيّر رأيه إحتراماً لرغبتي.

بحثت له عن زوجة، و خطبتها له، و تم الزواج، لكن نار الغيرة لم تلبث أن اشتعلت بداخل صدري بعد زواجهما، فهو قد أخذ يميل لها، و بعد فتره وجيزة ظهرت علامات الحمل عليها، فعظمت غيرتي منها، و تطورت غيرتي إلى حقد بعد أن أنجبت له ولداً رائعاً و أشتد فرح زوجي و ازداد تعلقاً بها، فجلست أفكر بنفسي، كيف يمكنني أن أنتقم من تلك المرأة.

في أحد أيام الشتاء الباردة، جاءني زوجي ليقول لي أنه سيسافر مع زوجته الثانية، و أنهما لايثقان بأحد غيري ليتركا الطفل الصغير عنده، و افقت طبعاً.

و بعد سفرهما، ازدادت رغبة الإنتقام عندي، كيف لزوجها أن يأخذ تلك المرأة و يسافر معها و لا يأخذ أنا؟!

في إحدى الليالي القارسة البرودة قمت بإشعال الكانون للحصول على بعض الدفء، و كانت رغبة الإنتقام ماتزال تسيطر عليّ، وبينما كنت مستغرقة في أفكاري، و إذا بالطفل الذي كان بالكاد قد أتم عامه الأول يمد يده داخل الكانون ليلعب بالجمر، و لم أشعر بنفسي إلا و أنا أغرس يده داخل الجمر انتقاماً من أمه، و لم تمنعني صرخات و توسلات الطفل المسكين عن ذلك، و لم أرفع يده إلا بعد احترقت بالكامل، فشعرت بالراحة و بأن ذلك قد أطفأ نار الغيرة في صدري!!!!

في صباح اليوم التالي، جاء من يخبرني بأن سيارة زوجي قد تعرضت لحادث مروري في طريق السفر و بأنه هو و زوجته الثانية قد فارقا الحياة!

و بقيت أنا وحيدة مع هذا الطفل الذي أحببته بمنزلة ابني و أعز، و ندمت على ما اقترفت بحقه، و كبر و عملت علي تربيته و تعليمه، و أصبح هو أيضاً يحبني و يسهر على راحتي و هو مثال الابن البار، و كلما رأيت يده المشوهة تقطع قلبي حُزناً و ألماً عليه، و هو لا يعلم أنني أنا السبب فيما ألمّ بيده.

و الآن أعاني من العذاب و من تأنيب الضمير، و أدعو ربي ليل نهار أن يغفر لي ذنبي!


و في تلك اللحظة قدم الشاب إليها و هو يضع إحدى يديه في جيبه، ثم قبّل رأسها، و أخذ يدها و قبّلها، ثم سألها: "أمي الغالية! هل تحبين أن نذهب الآن؟!"

 أومأت له بنعم و عيناها مغرقتان بالدموع، ليساعدها على الوقوف ثم يسيرا للخروج من الحرم و ما زالت يده مدسوسة في جيبه لم يُخرجها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبرة:

"وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"

البقرة: ٢١٦
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذه سلسلة من الحكايات القصيرة التي فيها عبرة، الحكايات ليست من تأليفي و لكني جمعتها و ما زلت من مصادر مختلفة، السلسلة أسبوعية حيث تظهر قصة جديدة كل يوم خميس بشكل ذاتي.

القصص السابقة:
  1. نعـل الملك
  2. حذاء غاندي
  3. ذكاء فتاة
  4. أمسك بيدي
  5. الأب المشغول دائماً
  6. القناعة كنز لا يفنى
  7. ضاع العمر بغلطة
  8. المحتال
  9. البائع و المحاسب و المدير
  10. مشكلة السيارة
  11. قصة القنديل الصغير
  12. كيس الحصى
  13. الرجل الغني و ابنه
  14. الحلاق و الغلام
  15. قصة الضفادع
  16. العزاء
  17. خُلِق الإنسان عجولاً
  18. الأب و ابنه الشاب
  19. اللغة الانجليزية صعبة جداً
  20. الفيل و الحبل
  21. قرض البنك
  22. الطبيب الجراح
  1. الإعلان و الأعمى
  2. فـي بيتهـم بـاب
  3. الوزراء الثلاثة
  4. الحمار الذي يجب بيعه
  5. تحية الصباح
  6. الحظ و المنطق
  7. مصيدة الطموح
  8. النملة
  9. الأرنب و النسر
  10. الرجل البليد
  11. السيد ديستان
  12. فِطنة حُذَيْفَة
  13. المال الضائع
  14. المسافرة و كيس الحلوى
  15. محرك السفينة
  16. نافذة المستشفى
  17. الصديقان
  18. صوت الساعة
  19. العجوز و العقرب
  20. القرار الصعب
  21. الحياة صعبة
  22. نظرة الرجل إلى نفسه
  1. حكاية النسر
  2. الصبي و النادلة
  3. ساعة الياباني
  4. رسوم أطفال
  5. عقد الألماس
  6. سر السعادة
  7. الملك و الصياد
  8. قصة انتحار غريبة
  9. الملك إدريس السنوسي
  10. الحب عن بُعد
  11. ذكاء أبي حنيفة
  12. الولد و المسمار
  13. الحصان
  14.   الباذنجانة
  15. قلم الفضاء
  16. الـزوجة و الأسـد
  17. شاحنة النفايات
  18. أنا الذي ينام عندما تصفر الرياح
  19. الشـيـخ و الببغاء
  20. الوفاء
  21. جهاز قياس الضغط الجوي - الباروميتر
  22.  

Thursday, 19 April 2012

دروس من الحياة: ٦٥ـ نظرة الرجل إلى نفسه

كان أحد الحكماء جالساً مع مجموعة من الرجال، فطرح بعضهم موضوع الزواج و النساء.

فقال أحدهم: "المرأة كالحذاء!.. يستطيع الرجل أن يغير و يبدل، و يغير و يبدل، حتى يجد المقاس المناسب له."

فنظر الحاضرون إلى ذلك الحكيم، و سألوه: "ما رأيك بهذا الكلام؟"

فقال: "ما يقوله الأخ صحيح تماما! فالمرأة كالحذاء في نظر من يرى نفسه قَدَماً، و هي كالتاج في نظر من يرى نفسه رأساً."

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبرة:

لا تلم المتحدث، بل اعرف كيف ينظر إلى نفسه!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذه سلسلة من الحكايات القصيرة التي فيها عبرة، الحكايات ليست من تأليفي و لكني جمعتها و ما زلت من مصادر مختلفة، السلسلة أسبوعية حيث تظهر قصة جديدة كل يوم خميس بشكل ذاتي.

القصص السابقة:
  1. نعـل الملك
  2. حذاء غاندي
  3. ذكاء فتاة
  4. أمسك بيدي
  5. الأب المشغول دائماً
  6. القناعة كنز لا يفنى
  7. ضاع العمر بغلطة
  8. المحتال
  9. البائع و المحاسب و المدير
  10. مشكلة السيارة
  11. قصة القنديل الصغير
  12. كيس الحصى
  13. الرجل الغني و ابنه
  14. الحلاق و الغلام
  15. قصة الضفادع
  16. العزاء
  17. خُلِق الإنسان عجولاً
  18. الأب و ابنه الشاب
  19. اللغة الانجليزية صعبة جداً
  20. الفيل و الحبل
  21. قرض البنك
  22. الطبيب الجراح
  1. الإعلان و الأعمى
  2. فـي بيتهـم بـاب
  3. الوزراء الثلاثة
  4. الحمار الذي يجب بيعه
  5. تحية الصباح
  6. الحظ و المنطق
  7. مصيدة الطموح
  8. النملة
  9. الأرنب و النسر
  10. الرجل البليد
  11. السيد ديستان
  12. فِطنة حُذَيْفَة
  13. المال الضائع
  14. المسافرة و كيس الحلوى
  15. محرك السفينة
  16. نافذة المستشفى
  17. الصديقان
  18. صوت الساعة
  19. العجوز و العقرب
  20. القرار الصعب
  21. الحياة صعبة
  22.  
  1. حكاية النسر
  2. الصبي و النادلة
  3. ساعة الياباني
  4. رسوم أطفال
  5. عقد الألماس
  6. سر السعادة
  7. الملك و الصياد
  8. قصة انتحار غريبة
  9. الملك إدريس السنوسي
  10. الحب عن بُعد
  11. ذكاء أبي حنيفة
  12. الولد و المسمار
  13. الحصان
  14.   الباذنجانة
  15. قلم الفضاء
  16. الـزوجة و الأسـد
  17. شاحنة النفايات
  18. أنا الذي ينام عندما تصفر الرياح
  19. الشـيـخ و الببغاء
  20. الوفاء
  21. جهاز قياس الضغط الجوي - الباروميتر
  22.