تدهورت حالة المريض الشاب و أصبحت بحاجة إلى تدخل جراحي عاجل لا يُمكن تأجيله، فتم استدعاء الطبيب الجراح الوحيد القادر على عمل هذه العملية الدقيقة، و لم يتوان الجراح عن القدوم إلي المستشفى بأقصى سرعته، و قام باستبدال ثيابه، و الاغتسال استعداداً لإجراء العملية...
و قبيل دخوله إلى غرفة العمليات وجد والد المريض يذرع الممر جيئةً و ذهاباً و علامات الغضب بادية على وجهه، و ما أن راى الطبيب حتى ابتدره بالصراخ: "لم كل هذا التأخير يا دكتور؟ ألا تُدرك أن حياة ابني في خطر؟ أليس لديك أي إحساس بالمسؤولية؟!"
ابتسم الطبيب برفق و قال: "أنا آسف يا أخي، فلم أكن موجوداً في المستشفى، و قد حضرتُ بأسرع ما يُمكنني حالما تلقيتُ النداء، و الآن أرجو منك أن تهدأ و تدعني أقوم بعملي، و كن على ثقة أن ابنك سيكون في رعاية الله و أيدي أمينة."
لم تهدأ ثورة الأب، و قال للطبيب بسخط: "أهدأ؟! ما أبردك يا أخي! لو كانت حياة ابنك على المِحك هل كنتَ ستهدأ؟! سامحك الله! ماذا لو مات ولدك ماذا ستفعل؟!"
ابتسم الطبيب و قال: "عندها سأصبر و سأردد قوله تعالى: 'الذِين إذا أصابتهم مصيبَة قالوا إِنا لِلّهِ وإِنَـا إِليهِ راجعون.'، و هل للمؤمن غيرها؟! يا أخي، الطبيب لا يُطيل عمراً أبداً، و الأعمار بيد الله تعالى، و نحن سنبذل كل جهدنا لأنقاذ ابنك، و لكن الوضع خطير جداً، و إن حصل شيء فيجب أن تصبر و تقول 'إنا لله و إنا إليه راجعون'..."
و هنا قاطعه الأب قائلاً بسخرية: "ما أسهل الموعظة عندما تمس شخصاً آخر لا يمت لك بصلة...!"
لم يشأ الطبيب أن يُطيل أمد هذه المحادثة العقيمة، فدخل إلى غرفة العمليات، و استغرقت العملية عدة ساعات، خرج بعدها الطبيب على عجلٍ و قال لوالد المريض: "أبشر يا أخي، فقد نجحت العملية تماماً و لله الحمد، و سيكون ابنك بخير، و الآن أعذرني فيجب عليَّ أن أسرع بالذهاب فوراً، و ستشرح لك الممرضة الحالة بالتفصيل."
حاول الأب أن يوجه للطبيب أسئلة أخرى، و لكن انصراف الطبيب على عجل منعه عن ذلك، فلم يجد بُداً من انتظار الممرضة...
بعد عدة دقائق، أُخْرِج الابن من غرفة العمليات، فتقدم الأب إلى الممرضة، قائلاً: "ما بال هذا الطبيب المغرور، لم ينتظر دقائق حتى أسأله عن تفاصيل حالة ولدي؟!"
فأجهشت الممرضة بالبكاء و قالت له: "لقد توفي ابن هذا الطبيب يوم أمس على إثر حادثة، و قد كان يستعد لدفنه عندما اتصلنا به للحضور فوراً، لأن ليس لدينا أحد غيره يستطيع اجراء هذه العملية الجراحية، و ها هو قد ذهب مسرعاً لإكمال مراسم الدفن."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبرة:
إلتمس العذر للآخرين لأنهم ربما يعانون أكثر مما تُعاني، و لكنهم صابرون لا يتذمرون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذه سلسلة من الحكايات القصيرة التي فيها عبرة، الحكايات ليست من تأليفي و لكني جمعتها و ما زلت من مصادر مختلفة، السلسلة أسبوعية حيث تظهر قصة جديدة كل يوم خميس بشكل ذاتي.
القصص السابقة:
و قبيل دخوله إلى غرفة العمليات وجد والد المريض يذرع الممر جيئةً و ذهاباً و علامات الغضب بادية على وجهه، و ما أن راى الطبيب حتى ابتدره بالصراخ: "لم كل هذا التأخير يا دكتور؟ ألا تُدرك أن حياة ابني في خطر؟ أليس لديك أي إحساس بالمسؤولية؟!"
ابتسم الطبيب برفق و قال: "أنا آسف يا أخي، فلم أكن موجوداً في المستشفى، و قد حضرتُ بأسرع ما يُمكنني حالما تلقيتُ النداء، و الآن أرجو منك أن تهدأ و تدعني أقوم بعملي، و كن على ثقة أن ابنك سيكون في رعاية الله و أيدي أمينة."
لم تهدأ ثورة الأب، و قال للطبيب بسخط: "أهدأ؟! ما أبردك يا أخي! لو كانت حياة ابنك على المِحك هل كنتَ ستهدأ؟! سامحك الله! ماذا لو مات ولدك ماذا ستفعل؟!"
ابتسم الطبيب و قال: "عندها سأصبر و سأردد قوله تعالى: 'الذِين إذا أصابتهم مصيبَة قالوا إِنا لِلّهِ وإِنَـا إِليهِ راجعون.'، و هل للمؤمن غيرها؟! يا أخي، الطبيب لا يُطيل عمراً أبداً، و الأعمار بيد الله تعالى، و نحن سنبذل كل جهدنا لأنقاذ ابنك، و لكن الوضع خطير جداً، و إن حصل شيء فيجب أن تصبر و تقول 'إنا لله و إنا إليه راجعون'..."
و هنا قاطعه الأب قائلاً بسخرية: "ما أسهل الموعظة عندما تمس شخصاً آخر لا يمت لك بصلة...!"
لم يشأ الطبيب أن يُطيل أمد هذه المحادثة العقيمة، فدخل إلى غرفة العمليات، و استغرقت العملية عدة ساعات، خرج بعدها الطبيب على عجلٍ و قال لوالد المريض: "أبشر يا أخي، فقد نجحت العملية تماماً و لله الحمد، و سيكون ابنك بخير، و الآن أعذرني فيجب عليَّ أن أسرع بالذهاب فوراً، و ستشرح لك الممرضة الحالة بالتفصيل."
حاول الأب أن يوجه للطبيب أسئلة أخرى، و لكن انصراف الطبيب على عجل منعه عن ذلك، فلم يجد بُداً من انتظار الممرضة...
بعد عدة دقائق، أُخْرِج الابن من غرفة العمليات، فتقدم الأب إلى الممرضة، قائلاً: "ما بال هذا الطبيب المغرور، لم ينتظر دقائق حتى أسأله عن تفاصيل حالة ولدي؟!"
فأجهشت الممرضة بالبكاء و قالت له: "لقد توفي ابن هذا الطبيب يوم أمس على إثر حادثة، و قد كان يستعد لدفنه عندما اتصلنا به للحضور فوراً، لأن ليس لدينا أحد غيره يستطيع اجراء هذه العملية الجراحية، و ها هو قد ذهب مسرعاً لإكمال مراسم الدفن."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبرة:
إلتمس العذر للآخرين لأنهم ربما يعانون أكثر مما تُعاني، و لكنهم صابرون لا يتذمرون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذه سلسلة من الحكايات القصيرة التي فيها عبرة، الحكايات ليست من تأليفي و لكني جمعتها و ما زلت من مصادر مختلفة، السلسلة أسبوعية حيث تظهر قصة جديدة كل يوم خميس بشكل ذاتي.
القصص السابقة:
إلتمس لأخيك 99 عذر
ReplyDeleteوإن لم تجد له عذر
فإلتمس له عذر
قمة الأسى تكون عم تنصح بحدن إنت نفسك مريت بتجربته
والشخص اللي قبالك نازل فيك صريخ كإنك عدوه مش صديق ناصح
لا تأخذ دائما بظواهر الامور فكم منا يضحك وقلبه ينفطر من البكاء
ReplyDeleteلكل من اعتاد ان يخفف من احزان الاخرين و يسري عنهم ... لا تنتظر منهم ان يدمعوا لدمعك
إم عمر هانم، صحيح للأسف معظم الناس ما بتقدر مثل هيك شغلات.
ReplyDeleteكل الشكر على زيارة الدكان
محمد باشا، الكثير يُؤخذ بظواهر الأمور و لا يحاول استكشاف ما في الجهة الأخرى من القمر.
ReplyDeleteكل الشكر على زيارة الدكان
للاسف دائما ما بتكون نظرتنا محدوده و انانيه وما بننتبه الا لمشاكلنا وما بنركز الا عليها و بننسى اللي حوالينا
ReplyDeleteمشكلتنا وضع سؤ النيه بالشخص اللي قدامنا حتى يثبت العكس مع انها بتصير غابه الدنيا بهالشكل
الله يهدينا للصواب دائما
مساء الخير
التمس العذر و "حاول" الأخذ بحسن النية دوماً
ReplyDelete:صعبة: !
.
ReplyDeleteقصة تحمل عبر انسانية عميقة
ReplyDeleteالصبر
عدم التذمر
التحمل
ليس من يذرف دموع اكثر هو الأكثر معاناة
بل الأكثر معاناة هو من لا يقوى على ذرفع الدموع
تحيتي لحسك الانساني العميق